**مرارة الانتظار**
أن تنتظر خبرا ما .. وتتوقع بعده ربما موتا أو حياة..
كأنك تسكب مرارة صعبة في مجرى دمك في تفاصيل يومك المعطلة لانتهاء مهلة الانتظار.
وماذا عن انتظار خبر موتك أو موت من تحب؟
أزعم أن رصاصة الرحمة ستكون أكثر هدوءا وانقاذا من موت يتعدد بتعدد الدقائق و تعدد التفاصيل المتداخلة بين اليوم و الأمس و غدا.
فالموت السريع أكثر رحمة من انتظاره ربما جاء غدا لكن عذابا مرا سيكون مقدمة له يدعى ألم الانتظار وألم الروح من أن تنتظر جروحا تفتق جروحا قديمة وتقيم مأتما دائما داخل القلب لتتقبل عروض البكاء الناري الذي تقاومه دون القدرة على الهرب الحقيقي.
كأنه حد زرع بالشوك عليك المرور فوقه..
كأنه انتظار أبدي يمسك بزمام الأنفاس فلا تخرج دون أن تجرح العروق و الأحلام و تنفصد دمامل الانتظار قيحا و حزنا و مرارة ساخنة أكثر سخونة من لهب الهزائم و الخيبات.
كأن وقت الانتظار دهر بأكمله..
قرون من اللهفة و الرجاء فالحياة غالية جدا و يصعب التصديق أنك ربما استيقظت ذات صباح دون أن تهاتف من تحب أو تراه أو حتى تجد ريحه في مكان ما..
فانتظار الفراق أقسى من الفراق ذاته..
وقلق قد يحول اللحظات الى جحيم مطلق لا محالة.
وحتى الأمل فانه يطل باستحياء كأنه صاحب الروح الخجولة من أن يكون أضعف من مقاومة الانسان كأنه أيضا يعتذر عن حضور طاغ و يكتفي بأن يرسل برقيات سريعة تشي بوجوده و أنه فقط يخشى أن يخذل تلك الأرواح المعلقة بخطواته.
ليل الانتظار طويل و معتم..
ونور الحياة و ان كان بصيصا يأتي ولو بعد حين.